المدينه الفاضله

السلام عليكم ....

كتب ألأستاذ الدكتور محمد صالح أمين أستاذ القانون الجنائي مقالة عن المدينة الفاضلة وهو موضع مشوق ومفيد لنا ولكم وللسياسين خاصة ...فأرجو أن ينال رضاكم

=======معالم المدينة الفاضلة كما يتصورها أفلاطون =======

يقول الفيلسوف اليوناني (افلاطون) وهو في صدد وصفه لمواصفات مدينته الفاضلة ، فيقول : انه لكي تتحقق مثل هذه المدينة او الفردوس الأرضي النشود ، فأنه يجب ان نضع أمام كل طفل فرص متساوية للحصول على التهذيب والمعرفة .... لأننا لانستطيع أن نعرف في أي عمر يظهر أو يلمع نور العبقرية في عقولهم ...! فعلينا أذن أن نبحث عنه في كل عمر من الأعمار وفي كل فئة من الفئات .
والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هي (التعليم العام) لجميع الأطفال ولأحداث وفي مراحل متعددة ... وفي مقدمتها (التعليم البدني) ويكون ذلك في السنوات العشرة الأولى وذلك حتى لاتتكون المدينة او الجمهورية من أناس ضعاف الأبدان .. ثم تأتي بعد ذلك مرحلة تعليم (الموسيقى) حيث تزود النفس بالأبداع والأتساق ويغمر فيها الأحساس بالعدل ونبذ الظلم والأحقاد ، وفي سن السادسة عشر يجب تلقي التلاميذ العلم والمعرفة أختياراً وليس أجباراً لأنه لا يتأصل علم في الذاكرة أذا كان بطريق القوة والأرغام ... فيجب تقديم الدروس بأسلوب التسلية والألعاب ، ويقدم التلاميذ للأمتحان في العموميات والمسائل النظرية .. والذين يفشلون يكونون نواة الكتاب والحرفيين والصناعيين والعمال والفلاحين .. أما الذين يجتازون الأمتحان بنجاح ..فأنهم يقضون عشر سنوات أخرى في التعليم والتمرين .. ثم يتقدمون لأمتحان أخر أكثر صعوبة من الأول .. والذين يفشلون فيه يجري أختيارهم لمناصب مساعدي الحكام وضباط الجيش .. وبعد ذلك يبقى لدينا عدد قليل من التلاميذ ، وهؤلاء نعلمهم الفلسفة وهي تقوم على عمادين أو ركيزتين أساسيتين (أولهما) التفكير الصافي الصحيح (وثانيهما) الحكمه في تسيير دفة الحكم وهي السياسة .. وبعد دراسة الفلسفة لمدة خمس سنوات أخرى يطبقون ماتعلموه على شؤون الناس وبعدها ينزلون من قسم الفلسفة الى عالم الناس والأشياء ويخوضون في مشاكل الناس وحياتهم ويتنافسون مع التجار وأصحاب المهن الحرة ويتصلون ويصطدمون بأهل الحيلة والدهاء والحنكه .. وفي خلال ذلك يتعلمون الشيء الكثير من كتاب الحياة وسننها .
وهنا يقول الفيلسوف أفلاطون قد تجرح أو تؤذي أو تصطدم بحقائق الحياة ومتطلباتها والكفاح في سبيلها وعن طريق بعض ماتعلموه من أفكار ومذاهب فلسفية أخرى كان لابد من أن يتعلموها هم بأنفسهم فيكسبوا رزقهم بأنفسهم بكدهم وعرق جبينهم .. وهذا هو الأمتحان والمحك الأخير في الحياة..فيفشل بعضهم وينجح بعضهم الأخر .. فالفائزون يكونون قد بلغوا او تجاوزوا الخمسين من العمر وقد هذبهم العمر والتجارب والأختبارات العلمية .. وهؤلاء هم هدفنا ..وهم حكام الدولة المثلى والفردوس الأرضي المنشود....


مع تحياتي