اليثرد يدري والياكل مايدري

السلام عليكم

(اليثرد يدري والياكل مايدري )هذا مثل بغدادي عراقي قديم ومعناه ان الذي يقدم الطعام (الثريد) هو أعلم بما فيه وطريقة طبخه وغير ذلك من هذه ألأمور،
وفي الطرف الأخر هناك الذي سيأكل هذا الطعام (الثريد) وهو لايعلم ما به ولا يعلم طريقة طبخه وبالتالي لايعلم اي شيء عنه وهو جاء فقط ليأكل سواء كان ضيفاً او من المدعوين لوليمة في مناسبة ما او غير ذلك
وفي الوقت الحاضر ينصح ألأطباء المرضى ومتبعي الحمية (الريجيم) بعدم تلبية دعوات الولئم التي توجه اليهم لأن ألأطباء يعرفون مسبقاً ان تحذيراتهم سوف لن تطبق أبداً فالمدعوين لا يستطيعون تحديد أصناف الطعام التي تتلائم مع النظام الغذائي الذي وضعه ألأطباء لهم فيتناولون ما يشائون من الطعام بدون أي محاذير
ويدافع المدعوون من المرضى وأصحاب الحمية الغذائية عن عدم قدرتهم على رد الدعوات التي توجه لهم كون هذه الدعوات تمثل مظهراً من المظاهر ألأجتماعية فما ان توجه دعوة لأحدهم حتى يكون مضطراً لتلبيتها وبخلاف ذلك سيكون مجيراً على تقديم أعتذار مقنع جداً ومرضياً لصاحب الدعوة .
نرجع الى المثل البغدادي
وعلى تفصيلات وتطبيقات هذا المثل يطلعنا العالم الأجتماعي الدكتور
(علي الوردي )
في كتابه (لمحات)على حكاية وليمة لايمكن نسيانها أقيمت في شبه الجزيرة العربية
ففي عام(651هـ) تولى شرافة مكة رجل يدعى (ابونمي) وكان ذا صفات ومميزات حسنة وقد توفى عام (701هـ) وخلف (ابونمي) هذا ثلاثين ولداً ذكر وأثنتي عشرة بنتاً ، وتنافس اربعة من أبنائه على شرافة مكة من بعده وهم (حميضة ابو الغيث ورمثة وعطيفة) وقد أشتد الصراع فيما بينهم الى عام (713هـ) حينما أرسل حميضة أحد عبيده الى أخيه (أبوالغيث) فقام فذبح أخيه على مشهد من الناس ثم دعا أخوته الآخرين الى وليمة وقدم لهم رأس أخيهم القتيل (ابوالغيث) مطبوخاً في (جفنة) وبعد ان أقام على رأس كل واحد منهم غلامين أسودين شاهرين سيفيهما ، وبهذه الوليمة فقط أستطاع (حميضة) أن يأخذ البيعة من أخوته وفض النزاع ،
والذي يطلع على هذه الحكاية يفكر الف مرة قبل أن يلبي التي توجه له لحضور وليمة وخاصة اذا كانت سياسية .


مع تحياتي